ما هو التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي؟ وكيف يتم تربيه طفل صديق للبيئة ؟ اسئلة كثيرة تدور في ذهن المواطنيين خاصة خلال مناسبه البيئة العالمية المعروفة بيوم الأرض .
هذه المناسبة تتوجه إليها أنظار العالم حيث تذكرنا بضرورة حماية كوكبنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة .
رصدت بوابة البنوك جميع التساؤلات حول ما أُنجز فعلًا على أرض الواقع في ملف التغيّر المناخي من خلال السطور القادمة لهذا المقال.
ما هو التقدّم المحرز في مجال التغيّر المناخي؟
شهد العالم خلال السنوات الماضية تطورات بارزة، خاصة في المؤتمرات المناخية الدولية، من بين أبرز هذه الفعاليات جاءت قمة المناخ الأخيرة التابعة للأمم المتحدة والمعروفة باسم COP28،
خرجت هذه القمة ببعض القرارات الطموحة، مثل الاتفاق على خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري، وإنشاء صندوق “الخسائر والأضرار” لمساعدة الدول الأكثر تأثرًا بالكوارث المناخية.
هذه الخطوات تمثل بارقة أمل على صعيد العمل المناخي، لكنها في المقابل، لم تكن كافية لتحقيق تحول شامل، فقد فشلت القمة في وضع خطة مالية واضحة لمساعدة دول الجنوب العالمي.
بحسب تقارير علمية حديثة، يُرجح أن تتجاوز درجات الحرارة على مستوى العالم الحد الآمن البالغ 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية بحلول نهاية العقد الحالي، إذا استمرت الانبعاثات بهذا النسق المتصاعد.
ويُلاحظ أن دول الشمال المتقدم بدأت تشهد استقرارًا نسبيًا في معدلات الانبعاثات، بينما يُتوقع أن يتركز النمو المستقبلي للانبعاثات في دول الجنوب
المشكلة الكبرى تكمن في أن هذه الدول لا تمتلك ما يكفي من التكنولوجيا أو التمويل الكافي لمواكبة تحديات التحول نحو الطاقة النظيفة.
يوم الأرض 2025
احتفالات يوم الأرض يجب ألا تقتصر على التوعية الرمزية، بل يجب أن تتحول إلى دعوة متجددة للعمل الجماعي الجاد، فالكوكب لم يعد يحتمل التأجيل، والخطوات التي تؤخذ اليوم سترسم مستقبل البشرية لعقود قادمة.
من هنا، يظل التقدّم المحرز حتى اليوم مهمًا، لكنه يبقى محدودًا ما لم تتوفر الإرادة السياسية والتمويل الحقيقي والدعم التكنولوجي للجنوب العالمي
فبدون شراكة شاملة وعادلة، لن نصل إلى مستقبل مستدام، ولن نتمكن من تسليم الأرض لأطفالنا وهي في حالة أفضل.
إزاى تربى طفل صديق للبيئة؟
بمناسبة اليوم العالمي للأرض، تتجدد الدعوة لتعزيز الوعي البيئي لدى الأجيال الناشئة، بدءًا من البيت ومع الأطفال تحديدًا، فبرغم أن إدراكهم لمشكلات البيئة قد يكون محدودًا في هذه السن .
إلا أنهم قادرون على فهم مفاهيم بسيطة لكنها جوهرية، تُعد بمثابة الأساس لتنشئة مواطنين يتحملون مسؤولياتهم تجاه البيئة مستقبلًا، ويُعد غرس السلوكيات البيئية السليمة في سن مبكرة خطوة بالغة الأهمية
.
ومن هذا المنطلق، تتنوع الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها تعليم الأطفال احترام البيئة، بدءًا من تعريفهم بأهمية الطبيعة ودورها في توازن الحياة، ومرورًا بعادات يومية بسيطة مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، وفرز النفايات .
وصولًا إلى أنشطة عملية مثل إعادة التدوير، والزراعة المنزلية، والمشاركة في حملات تنظيف البيئة، كما تلعب القصص البيئية دورًا مهمًا في ترسيخ هذه القيم، خاصة عندما تُروى بأسلوب ممتع وسهل الفهم