جواد الحلي: لابد من البحث عن أفكار مبتكرة لتعويض توجه الزبون الخليجي لأسواق أخرى
قال الخبير العقاري البحريني جواد الحلي، أن ارتفاع أسعار الكهرباء في البحرين خلال السنوات الأخيرة كان من أهم العوامل المؤثرة بالسلب على الأسعار وحركة السوق العقاري، ودفع العديد من الملاك وخاصة السعوديين إلى عرض وحداتهم العقارية للبيع، مشيرا إلى أن مشكلة فواتير الكهرباء “التقديرية” سبق أن طرحت للنقاش من جانب العديد من العقاريين في البحرين، ويجب على الحكومة الموقرة ووزير الكهرباء دراسة الوضع جيدا والتصدي لهذه المشكلة التي أثرت بقوة على السوق العقاري.
وأوضح أنه يجب أن يتم التفكير في بدائل للعميل السعودي والخليجي بشكل عام بعد أن بدأت بوصلة الشراء الخليجي تتجه نحو أسواق عقارية أخرى في المنطقة منها تركيا ومصر وأوروبا بالطبع.. مشيرا في هذا الصدد إلى أهمية طرح أفكار مبتكرة لإعادة السوق العقاري البحريني لدائرة الاهتمام مرة أخرى وعرضه في أسواق جديدة مثل السوق الهندي أو الروسي على سبيل المثال.
جواد الحلي: 154 مقيما عقاريا معتمدا في البحرين بعضهم وصل إلى أرقى المستويات الدولية
وأوضح الحلي أن الطلب على الأراضي في البحرين ارتفع ولا يزال بسبب إقبال المواطنين البحرينيين على الشراء وخاصة في بعض المناطق المميزة، لكن وحدات “التملك الحر” هي التي شهدت بعض التراجع وأغلبها من الشقق.. وأكد الحلي أن البحرين تمتلك بيئة عقارية جاذبة بصدور القانون رقم (27) لسنة 2017 بشأن تنظيم القطاع العقاري، والمرسوم رقم (69) لسنة 2017، وتعد واحدة من الدول التي تتميز بتنظيم القطاع العقاري على أعلى مستوى إقليميا وخليجيا.. مشيدا بفكرة بنك المعلومات العقاري التي أعلن عنها مؤخرا، وقال أنه “مرجعية” في غاية الأهمية للسوق العقاري البحريني ويوفر معلومات وبيانات ممتازة ومحددثة دائما للبائع والمشتري والوسيط.
وقال الحلي الذي يترأس لجنة العقار بجمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن مهن الوساطة العقارية والتقييم العقاري شهدت تطورا كبيرا عقب صدور قانون التنظيم العقاري والإجراءات المميزة التي اتخذتها مؤسسة التنظيم العقاري في البحرين للترتيب والإشراف على القطاع بالشكل الذي يحفظ لكل طرف حقوقه وفق القانون والآليات المعتمدة، مشيرا في هذا الصدد إلى وجود 154 مقيما عقاريا معتمدا في البحرين بعضهم وصل إلى أعلى المستويات الدولية والشهادات المعتمدة بمزيج بين معايير التقييم الدولية (IVS)، ومعايير المعهد الملكي للمساحين القانونيين (RICS) للتثمين العالمي.
جاء ذلك خلال ورشة عمل بعنوان ”الوسيط العقاري الناجح.. مهارات التسويق والعلاقات العامة” نظمتها جمعية البحرين لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة برئاسة سعادة النائب أحمد صباح السلوم، ضمن فعاليات القسم الثاني من برنامج “صناع القرار الاقتصادي الخامس” الذي تنظمه الجمعية تحت رعاية معالي رئيس مجلس الشورى البحريني السيد علي بن صالح الصالح خلال الفترة من 8 يناير إلى نهاية فبراير من العام الجاري 2024.
والجدير بالذكر أن القسم الأول من البرنامج قد بدأ في 13 نوفمبر الماضي واختتم بأجازة العيد الوطني، ويشتمل البرنامج هذا العام على نحو 38 محاضرة وورشة عمل يقدمها خبراء وأكاديميون من 7 دول هي البحرين، مصر، الأردن، السعودية، سوريا، هولندا، والمملكة المتحدة.
جواد الحلي: مهن الوساطة والتقييم العقاري شهدت تطورا كبيرا عقب صدور قانون التنظيم العقاري
وقال النائب السلوم أن الجمعية حريصة على تنوع محاور ورش العمل والمحاضرات التي تقدمها ضمن برنامج “صناع القرار الاقتصادي الخامس” ومحاضرة اليوم كانت مميزة للغاية وشهدت العديد من المعلومات العقارية المهمة التي تهم الشركات العقارية التي تأتي في المرتبة الثانية بالجمعية من حيث عدد السجلات.. لذا فالقطاع العقاري قطاع مهم ويمثل نسبة كبيرة من السجلات في السوق.
وتابع السلوم قائلا “البرنامج في نسخته هذا العام يوفر فرصا حقيقية للجادين من الشركات والأعضاء الراغبين في تطوير أعمالهم، سواء من خلال المحاضرة هذه أو من خلال محاضرات أخرى عديدة متميزة قدمت معلومات ونصائح في غاية الأهمية لرواد الأعمال وأصحاب الشركات سواء لمحاضرين بحرينيين أو من الأشقاء العرب، وشملت موضوعات القسم الأول من البرنامج معلومات مهمة للغاية تناولت الذكاء الاصطناعي واستخدامه في التسويق وكذلك استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني وغيرها”.
نصائح للوسطاء
واستعرض الحلي خلال المحاضرة عددا من النصائح للوسطاء العقاريين أهمها أنه يجب على الوسيط العقاري أن يكون منظما وملما بتحديثات القانون ومواكبة التغيرات والتطورات الالكترونية، ويطور نفسه بنفسه دائماً، كما نصح الوسطاء الجدد بسرعة الرد على الاستفسارات واستخدام أسلوب الإقناع بحرفية وذكاء لزيادة ثقة العميل، ضرورة الرد على المكالمات أول بأول لتجنب خسارة العميل، الاهتمام بمهارة تحويل الاستفسار إلى اهتمام ورغبة في معرفة المزيد والتعرف على العقار.
وأكد الحلي أن نشاط الوسيط بعد ساعات العمل هو الأهم وذلك من خلال تكوين علاقات خارجية مهمة، كحضور الندوات والاجتماعات والمحاضرات والتواجد في مختلف المناسبات.. مشيرا إلى أن تسويق (الوسيط) لنفسه قبل المنتج (العقار) هو الأهم، لأنه بذلك يكسب ثقة الآخرين ويكسب قاعدة مهمة من الزبائن.. مؤكدا أن “سمعة الوسيط” العقاري هي أهم ما يملك فعليا، وبدون سمعته لن يبق في السوق أكثر من أشهر معدودة خاصة في بلد صغيرة مثل البحرين تنتشر فيها الأخبار بسرعة.
وتابع قائلا “الصدق مع العميل ونصحه بالحقيقة والمعلومات الصادقة هي محور عمل الوساطة والغذاء الذي تتغذى عليه علاقة الوسيط بعملائه، وتخلق على المدى البعيد قاعدة كبيرة من العملاء والزبائن وترفع من مستوى الثقة والولاء المتبادل بين الطرفين”.